ها قد بدأت الحملات المتنوعة لشهر رمضان, سواء كانت دعايات ترويجية لمحلات المأكولات أو المطاعم أو منتجات غذائية و غيرها. و بدأت حرب بين المسلسات "الرمضانية" من اجتماعية الى تاريخية الى هزلية. و البارحة تم اعلان رسمي عن تقصير ساعات الدوام في المؤسسات الحكومية خلال شهر رمضان.
كل هذا استفزني للتفكير في حقيقة الشهر و غيابها عن العقل المسلم الحالي. رغم انني لا أجد مشكلة عندما تتحول عادة او طقس ديني الى جزء من الموروث الثقافي لاي شعب من الشعوب لا انني اجد صعوبة في تقبل فكرة تحويل بل و قلب المفهوم الاساسي لذلك الطقس.
من خلال فهمي لصوم شهر رمضان أجد معان متضاربة بين المقصود و بين المعمول. فمثلا هذا الشهر يدعو الى رفع الهمم و زيادة النشاط و لكن ما نجده هو مزيد من الكسل.
و كثيرا ما تسمع عبارة " أنا تعبان! الدنيا رمضان" و هذا ليس بمبرر. لست افهم الغرض من تقصير الدوام لهذا الحد خاصة ان هذا الرمضان سيكون آذان المغرب بعد الساعة السابعة مثلا في عمان.
مرة أخرى أرى ان شهر رمضان هو الشهر الذي يعمل العقل فيه بشكل كبير. فيصبح العقل هو المسيطر على سائر الجسد. فلا تستجيب لرغبات الجسد من حاجة الى طعام أو شرب أو شهوة. و لا تستجيب لحاجات نفسية بل عقلك يقرر أنه لن يفعل كذا و كذا بل سيستجيب لما يمليه العقل. و انا أجد في هذا تمرين يروض النفس و الجسد و يرقي العقل و الروح.
رمضان من شانه ان يجمعنا و لكن ليس امام التلفزيون و تحت أسقف الخيم الرمضانية و لكن يجمعنا بالمجتمع الذي نعيش فيه. يجمعنا مع العالم و مشاكله.فلماذا لا نطور عقولنا؟ لماذا لا نطرح اسئلة تهم واقعنا كبشر على أرض تتداعى بفعلنا؟
رمضان يجمعنا مع ذاتنا الافضل , مع حقيقتنا البشرية , مع نفخة الروح التي جعلت من جسدنا انسان. رمضان فرصة لتجديد مفهوم اجتماعنا مع نافخ الروح و خالق الارض و معلم الانسان.
اتمنى لو أن كل واحد منا جلس و فكر فيما سيعنيه له رمضان. عن ماذا سيكون صومه هذه السنة! و بمن سيجمعه رمضان....
و عسى ان يجمعنا رمضان!
No comments:
Post a Comment